الذكاء الاصطناعي يفاجئ منصات التواصل
عام عشرين ثلاثة وعشرين (2023) سيشهد تغييرات كبيرة في طريقة ادارتنا لحساباتنا. وقضاء وقتنا على منصات التواصل الاجتماعي بحسب فورس ودراسات تحليلية اخرى.

فتطبيقات الذكاء الاصطناعي هي من سيكون لها السيطرة الأكبر على محتواك الخاص الذي تنشره على منصات التواصل الاجتماعي. فقد استثمرت هذه المنصات كثيرا في الذكاء الاصطناعي لسنوات. هذه التطبيقات يمكنها البحث عن تاريخك الافتراضي و مراجعته بشكل كامل على منصات التواصل. والحفاظ على اسلوبك اثناء كتابة محتوى يشبهك قبل نشره ما يضمن بقاءك متصلا مع اصدقائك وجمهورك دون ان تكتب حرفا واحدا لنفسك.

في مجال التسويق على السوشيال ميديا مثلا يمكن ان يتولى الذكاء الاصطناعي الحملات الاعلانية بدلا عنك، حيث يصمم الصور بنفسه يكتب التعليقات يروج لها عبر حسابات الشركات وفقا لجدول زمنية محددة. ويمكنها ايضا الرد على اسئلة العملاء فلا تقلق لذلك.

مع انتقالنا الى عام الفين وثلاثة وعشرين (2023) تستعد منصات التواصل الاجتماعي لمجموعة جديدة من التغييرات على خوارزمياتها. ولكن في البداية لابد ان نتحدث عن الذكاء الاصطناعي
اندهشنا من الانجازات العبقرية للهندسة وبرمجة الروبوتات التي تبدو شبيهة بالإنسان. فقط لندرك انها ليست سوى مسألة وقت حتى تصبح هذه القدرات اذكى منا مثل اليكسا جميلة روبوتات امازون Amazon Alexa. التي تتحكم في منزلنا وبمسار يومنا واطفاء كل الاجهزة ايذانا بموعد النوم. دون اعتراض طبعا.

او حتى تشات جي بي تي ChatGPT كيف يساعد بكتابة تقارير او حتى التسميات التوضيحية لوسائل التواصل الاجتماعي. اعترف الان انني لا اخطط لاستخدامها لأنني افضل صياغة المنشورات بنفسي لكنها قابلة للتطبيق على المنصات التي تحاول التواصل مع المتابعين.

في الواقع ستقوم الروبوتات الحقيقية او الافتراضية في النهاية بمعظم الاعمال التفصيلية نيابة عنا. المعلنون سوف يكرهون هذا بالطبع. انهم لا يبيعون اي شيء للروبوتات.
ومع ذلك فان وسائل التواصل الاجتماعي المدعومة بالذكاء الاصطناعي ستأتي بوقت اقرب مما كنا نعتقد. فبحلول نهاية عام الفين وثلاثة وعشرين سيغير الذكاء الاصطناعي بشكل جذري استخدامنا للشبكات الاجتماعية.

على كل كيف سيغير الذكاء الاصطناعي من شكل مواقع التواصل اجتماعي؟ وهل نتوقع تقنيات وخيارات جديدة متطورة العام المقبل؟

نعم التغيير تغيير شامل. تغيير رأس على عقل تماما، يعني لن تكون منصات التواصل الاجتماعي على ما هي عليه الان. الحقيقة اكثر ما سوف يتأثر في مرحلة الذكاء الاصطناعي هي مواقع التواصل الاجتماعي للأسباب التالية:

  • المحتوى المكتوب انتهى تماما. هذا سوف ينتهي الى غير رجعة.
  • ملفات تعريف الارتباط والان نتحدث عن تقنيات تعريف الارتباط و التي هي ملفات الكوكيز التي يدور حولها دائما شبهات بموضوع الخصوصية. ايضا هذه سوف تنتهي بشكل كامل.
  • بالفيديو هو الذي سوف يكون مسيطرا، لأننا انتقلنا الى مرحلة يكون فيها المحتوى معالج من خلال فيديوهات الذكاء الاصطناعي.

فمثلا بالتواصل الاجتماعي العادي التقليدي الذي نحن نعيشه الان، من جهاز الى جهاز تكون طريقة التواصل. لكن من خلال الذكاء الاصطناعي سوف يكون من جهاز الى دماغ او من دماغ الى جهاز، يعني سنصل الى مرحلة التخاطر brain to brain.

يعني هذا كلام خطير جدا ، فمثلا في الصين فقد طورت الذكاء الاصطناعي و وظفته لتحديد درجة ولاء الشخص للحزب الحاكم في الصين، نحن نتحدث عن سلاح جديد قادم ربما قد يكون اخطر من الاسلحة التقليدية التي نعرفها.

هل يجب علينا ان نقلق في عالم السوشيال ميديا وتوظيف الذكاء الاصطناعي معه؟

انا اقول نحن كمستخدمين عرب في منطقة الشرق الاوسط و شمال افريقيا، انا اقول نعم علينا ان نقلق. لأنه نحن و للأسف نحن نستخدم هذه التقنيات يعني مستهلكين لهذه التقنيات ولسنا مبدعين او خالقين لهذه التقنيات. لسنا مصنعين لها. فبالتالي نعم علينا ان نقلق لأنه ما وراء هذه التقنيات الان اكبر بكثير مما كان على منصات التواصل. يعني بواسطة ملفات تعريف الارتباط كانوا يلتقطوا و يحددون اهتماماتنا من خلال البحث و من خلال كلمات مفتاحية معينة.

انتقلت المسألة الان بالذكاء الاصطناعي الى مرحلة محاكاة الشعور بمعنى انه باطن الباطن الان سوف يكون مكشوف لمثل هذه التقنيات. الان يعني ومن هنا لقد قلنا ان ملفات تعريف الارتباط ستذهب الى حيث لا رجعة. لان الخصوصية انتهت بشكل كامل مع وجود منصات تخدمها الذكاء الاصطناعي. فعمليا لا خصوصية على الاطلاق في هذه المسألة.

طيب الحديث عن التواصل والتطور الاكبر في الذكاء الاصطناعي سيكون من الدماغ البشري الى الذكاء الاصطناعي. هل سنسلم انفسنا بذلك لشريحة ايلون ماسك؟ و هل ستكون الشريحة اكثر استثمارا وتقبلا من الناس لزرعها؟

حسنا، بالتقنيات كل ما يتم نشره عبر الافلام او عبر الدراما بعد سنوات سيكون محققا على ارض الواقع. وكل ما يتم نشره من خلال الاشخاص المؤثرين تحديدا في صناعة الهايتك Hi-Tech. ومنهم ايلون ماسك. انا اعتقد نعم. فقد تم نشر هذه الشريحة قبل سنة و نصف تقريبا. و سوف تكون امرا واقعا لا مجال ولا مساس فيه. بمعنى انه حتى جواز السفر سيكون بالشريحة والحساب البنكي بالشريحة وبالتالي يتحول الانسان الى شبه روبوت تتحكم به شريحة مربوطة بالذكاء الاصطناعي.

هل سنبتعد عن الفيلتر Filtre  في منصات التواصل الاجتماعي  بشكل نهائي و يكون لدينا افاتار Avatar بديلا له ؟ هل نستطيع زيادة عدد متابعينا بالذكاء الاصطناعي؟

ان حدث هذا فسيكون لكل منا قرينه الاصطناعي.