سوق أجهزة الحاسوب المكتبي ينهار

هل انها ازمة وستمضي ام انه حان وقت الوداع؟ يشهد سوق أجهزة الحاسوب المكتبي و الذي يعرف باسم PC او الحاسوب الشخصي تراجعا كبيرا. هذا التراجع يعبر عنه بقلق من طرف ابرز مصنعي معالجات الحواسيب.

حيث يؤكد مسئولون في شركتي انتل INTEL  و اي ام دي AMD ان سوق الكمبيوتر الشخصي في تراجع مخيف خلال الفترة الحالية.

التراجع الحالي يا ينذر بأزمة ارباح خلال ربع السنة الثالث في اكبر مراكز بيع الرقائق المعدنية الخاصة بالحواسيب، في حين ابلغت شركة انتل Intel المستثمرين انها تتوقع انخفاضا اجماليا في سوق الكمبيوتر الشخصي بنسبة عشرة في المئة.

اجمالي شحنات الكمبيوتر في جميع انحاء العالم بلغ نحو اثنين وسبعين (72) مليون وحدة في الربع الثاني من هذا العام عام الفين واثنين وعشرين 2022. ليحقق انخفاضا قدره اثني عشر فاصل ستة في المائة (12.6%) عن الربع الثاني من عام الفين وواحد وعشرين (2021). بحسب ما اعلنته التقارير وهو اكبر انخفاض تشهده السوق في تسع سنوات.

اضحت اجهزة الكمبيوتر نوافذ نتواصل عبرها مع العالم خصوصا ظل جائحة كورونا التي اجبرت معظم سكان المعمورة على العمل والدراسة والتسوق من المنزل. بل ان التزام الناس بيوتهم تسبب في رفع اعداد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الالعاب والترفيهية. ما ادى الى زيادة الطلب على الكمبيوتر الشخصي. لكن هذا السوق يواجه الان انهيارا سريعا و غير مسبوق.

شركتا انتل INTEL  و ام دي AMD عملاقتا صانعي الرقائق توقعتا انخفاض الاقبال على اجهزة الكمبيوتر بنسبة خمسة عشر في المائة خلال اشهر، الأمر الذي ادى الى هبوط اسهم الشركتين. لكن تراجع مبيعات اجهزة الكمبيوتر لن يؤثر على بيع الرقائق التي تحتاجها مراكز حفظ البيانات اذ من المتوقع ان تصل نسبة الربح الاجمالي لمبيعات رقائق شركة AMD الى اربعة وخمسين في المائة (54%).

تقليص الانفاق على اجهزة الكمبيوتر يعني ايضا ان فصولا باهتة وتوقعات منخفضة تنتظر صانعي تلك الاجهزة، مثل شركتي DEL و HP خلال الاسابيع المقبلة. ومع هذا من الممكن ان يستعيد السوق عافيته في الربع الاخير من العام، مع ارتفاع معدلات شراء الكمبيوترات الشخصية خلال العطلات واعياد رأس السنة الميلادية.

انخفاض للطلب على اجهزة الكمبيوتر لماذا من الناحية التقنية؟ وهل بسبب مشاكل في توريد المكونات من اسيا  كما يتردد ام تراجع في شهية المستهلكين وتغير اولوياتهم؟

انما المرجح هو النقطة الثانية وهي تراجع شهية المستخدمين. وفعليا رجعنا لنفس الوتيرة اللي هي عام الالفين وتسعة عشر (2019) قبل الجائحة. وكان تناقص جدا عالي في عدد المستخدمين في مجال الكمبيوترات، هذا الامر بطبيعة الحال ينجم عن تبني ضخم للهواتف الذكية، حيث صارت الاجهزة الذكية مثل الهاتف المحمول تأخذ مكان الكثير من الاجهزة، ولو اردنا تحليلها على مثال دقيق مثلا ، ففي مجتمعنا زمان قبل عشر سنوات تجد ان الناس الكثير منهم عندهم كمبيوترات يشتغل عليها. في حين ان الموضوع تغير بشكل كبير الان و صار اكثر الناس يعتمدون على الهواتف بل انه الكثير من المنازل يوجد بها الا كمبيوتر واحد.

دائما ما يكون عندنا حنين للقديم، و نحن خائفون انه هذه المرة ايضا سنفقد جهاز الكمبيوتر. طبعا كلنا نتذكر الاشرطة اشرطة الكاسات. فاذا تكلمنا عن الكمبيوترات مجملا المحمولة من ابل Apple وغيرها من شركات العالم وفي بعض التقارير من شركة انتل INTEL. هناك انكماش للسوق بشكل كبير ولكن المستثمرين نعم سيواجهون نستطيع ان نقول نقمة نزول الارباح ولكن اذا تكلمنا عن الشركات فما زالت الشركات والمصانع وكثير من الاعمال تعتمد على الكمبيوترات بشكل اساسي في اعمالها. فمثلا من الصعب جدا انشاء تصاميم عن طريق الهاتف في حين يكون سهل و سلس جدا بالكمبيوتر. فقطاع المستخدمين هو الذي يعاني من الانكماش بينما قطاع الاعمال مازال ينمو بشكل جيد.

اكيد انه هناك شركات عملاقة حققت خسائر كبيرة بسبب تراجع الطلب على اجهزة الكمبيوتر ويمكن ان تعوض خسائرها من جوانب اخرى كألعاب الكمبيوتر مثلا، خصوصا هناك طلب كبير على رقائق الخوادم الجديدة والقوية في هذه الفترة.

فلو رجعنا بالتاريخ الى عشر سنوات الى الوراء سنلاحظ ان شركة انتل INTEL كانت ترى انه في المستقبل سيقل الطلب عن الرقائق، فبدأوا بالاستثمار في مجموعة اعمال ثانية مثل رقائق الجوال المحمول، دخلوا فيها وما زالوا متواجدين فيها ولكن ليس بالكم الكبير.

ايضا شركة اي ام دي AMD عل الصعيد الاخر هي الشركة التي استطاعت ان تدخل في مجال وحدات معالجة الصورة وليس فقط المعالجات العادية ولكن ليس بتلك الشهرة الضخمة،  لأنه اعتماد اصلا في معالجة الصور على نفس الكمبيوترات والمعالجات الاساسية.

فهنا نستنتج انه البدائل ما هي موجودة بشكل كبير لهاتين الشركتين. كون ان البدائل يعتمد عليها الكثير من المصنعين من شركات اخرى ، مثل خطة شركة آبل Apple الاخيرة حين تبنت المعالجات الخاصة بها فهذا ايضا ادى الى ضرر لشركاء سابقين لها مثل انتل في معالجاتها التي كانت تصنعها بشكل كبير لحساب شركة آبل Apple.

من جهة اخر من الصعب جدا رؤية شركات عملاقة مثل انتل INTEL تختفي ، لان المشكلة تكمن في ان الكم اختلف على ما كان عليه بنسبة تصل بين 01 و20% ، فهاذا الامر لا يعني اختفاء اعمالهم بشكل كامل، بل يمكن ان تنكمش اعمالهم بنسبة 30 الى 40% ثم يحدث ثبات. فلو رجعنا تاريخيا نجد انه في مجال التقنية دائما تظهر تقنية حديثة تستبدل التي قبلها.