يشتد الحوار منذ عام تقريبا في الاوساط التقنية حول ضرورة انتقال الشركات المنتجة للأجهزة الذكية الى نظم اكثر رفقا بالموارد البيئية وبحقوق المستخدم في الاصلاح والترشيد.
آخر نتائج هذه النقاشات التي وصلت الى اروقة الساسة والتقنيين هو قرار البرلمان الاوروبي فرض تصنيع نموذج موحد من الشواحن يمكن للمستهلك استخدامه لشحن جميع اجهزته الذكية. فلماذا أثار القرار امتعاض العديد من الشركات وعلى رأسها شركة آبل؟
نظرًا لأننا أصبحنا مجتمعًا يعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا، فليس من غير المألوف أن نكون في حالة تنقل وأن نعيش حياتنا بأكملها على الهاتف أو الكمبيوتر. خاصة بالنسبة لجيل الألفية، وهو الذي يستخدام أجهزة الكترونية متعددة في وقت واحد. لهذا السبب من المهم التأكد من أن لديك شاحن لكل جهاز تملكه في حالة ما إذا كان لديك الكثير من الأجهزة الذكية. فقد تجدها في وقت ما بأنها جميعًا بحاجة إلى الشحن في نفس اللحظة.
في هذه الأيام ، يمتلك معظم الناس هاتفًا وجهازًا لوحيًا وجهاز كمبيوتر محمولًا وسماعة رأس وساعة. إذا كنت ترغب في شحن جميع هذه الأجهزة، فستحتاج إلى شاحن USB او قد تحتاج بعض الأجهزة التي تملكها الى شاحن خاص بها.
فإذا كنت ترغب في شحن جميع الأجهزة في منزلك ، فهناك بعض الطرق التي يمكنك اتباعها:
- الخيار الأول هو شراء شاحن به عدة منافذ USB .
- الخيار الثاني هو الاستثمار في محطة شحن لاسلكية.
- الخيار الثالث هو الاستثمار في شاحن جهاز لاسلكي.
ضع في اعتبارك أنه كلما زاد عدد الأجهزة التكنولوجية التي تستعملها زاد عدد الشواحن التي تحتاجها لشحنها ، وزادت الطاقة التي تستهلكها. وأهمية شاحن الهاتف ليست بأقل من أهمية الهاتف نفسه، لأن كثرة استخدام الأخير توجب وجود شاحن دائم له.
قرارالبرلمان الأوروبي
قرر البرلمان الأوروبي فرض نموذج شاحن موحد على جميع دول الاتحاد الأوروبي، مما يعني أن جميع دول الاتحاد الأوروبي ستكون مطالبة باعتماد شاحن واحد لجميع الاجهزة الذكية. تم اتخاذ هذا القرار من أجل حفض حقوق المستخدم.
فاذا كان لديك شاحن USB فبإمكانك شحن جميع الاجهزة المحمولة في المستقبل على الاقل في اوروبا.
شركات التكنولوجيا اصبحت ملزمة بتوحيد شواحنها لجميع الاجهزة المحمولة الصغيرة والمتوسطة الحجم التي تباع داخل حدود الاتحاد الاوروبي. هذا بالطبع يشمل الهواتف الذكية والالواح الرقمية والنوت بوك والاجهزة اللوحية ووحدات التحكم بألعاب الفيديو والكاميرات الرقمية والسماعات.
مع إمهال الشركات فرصة للتحول الكامل نهاية عام الفين واربعة وعشرين 2024. فهو يعتبرها خطوة ضرورية من اجل الحد من النفايات الالكترونية وربما سعي في اتجاه الاعتراف بحقك في اصلاح اجهزتك الالكترونية بدلا من شراء الجديد كل مرة.
رفض شركة آبل للقرار
فحتى الان تحتفظ معظم الشركات بالحق في تصميماتها ومنتجاتها ما يجعل الاصلاح من جانبك عملا غير قانوني. من ابرز الشركات الرافضة لمبدأ الاصلاح وبالطبع لفكرة وجود شاحن موحد هي شركة آبل . ذلك بحجة ان مثل هذه التشريعات تحد من الابتكار كما انها تضطر الشركات الى التخلص من الكثير من المنتجات التي لم يتم بيعها بعد. و ايضا ان شاحن الهاتف من بين اكثر اللواحق مبيعا عبر العالم و تجني من خلاله الشركات مليارات الدولارات سنويا. لهاذا تتسابق في صنع أنواع متعددة من شاحن الهاتف المحمول ، ترضي كل المتطلبات لدى المستهلكين و المستخدمين. سوآءا من حيث الجودة او من حيث الأسعار كذلك سهولة الاستخدام والمدة التي يستغرقها لشحن الهاتف أو الجهاز الإلكتروني، فمنها من يعمل بالطاقة الشمسية ، ونوع آخر يعمل بالكهرباء ، وآخر يعمل عن طريق السيارة ، وكلها اختيارات متاحة أمام المستهلكين بحسب مواصفات هاتفهم و اجهزتهم الذكية .
لكن القوانين عادة ما هي الا خطوات لبناء مناخ عادل يكفل معاملات منصفة، فالاتحاد الاوروبي كان يسعى لسن هذا القانون وتهيئة الشركة له منذ عقد كامل. الان هناك قانون مماثل ينتظر ان يفرض على بيع اجهزة الكمبيوتر المحمولة تلزم به الشركات مع نهاية الفين وخمسة وعشرين.
مساهمة أجهزة الشحن في النفايات الإلكترونية
وفقا لتقديرات مفوضية الاوروبية تتسبب اجهزة الشحن في نفايات سنوية تصل الى احد عشر الف طن. وذلك في اوروبا فقط. فهناك مشكلة متنامية تعيق اقتصاد اوروبا بصمت وتتسبب في خسائر سنوية على نطاق واسع، حيث تعتبر أجهزة الشحن ، على وجه الخصوص ، مساهمًا كبيرًا في مشكلة النفايات الإلكترونية المتزايدة.فمع انتشار الأجهزة الإلكترونية في كل مكان والاتجاه المتزايد لتطور التكنولوجيا ، أصبحت النفايات الإلكترونية مشكلة عالمية.
تتكون النفايات الإلكترونية من أجهزة ومكونات إلكترونية مكسورة أو غير مرغوب فيها ، والتي غالبًا ما تحتوي على سموم ضارة مثل الرصاص والزئبق. إذا لم يتم التخلص من هذه السموم بشكل صحيح ، يمكن أن تتسرب إلى التربة والمياه الجوفية ، مما يشكل مخاطر جسيمة على صحة الإنسان والبيئة. وفقًا لتقرير صادر عن جامعة الأمم المتحدة، من المتوقع أن يصل الحجم العالمي للنفايات الإلكترونية إلى مئات الملايين من الاطنان عبر العالم بمعدل ينذر بالخطر.
ايضا وفقًا لوكالة حماية البيئة ، فإن النفايات الإلكترونية ، تنمو بمعدل ثلاثة أضعاف معدل النفايات العامة في الولايات المتحدة، ولكن تم إعادة تدوير حوالي سدس هذه النفايات فقط.
هل يعتمد مجلس الشيوخ الامريكي نفس القرار؟
اوروبا ليست وحدها على هذا الدرب. مجموعة من الحزب الديموقراطي الامريكي تقدموا الى مجلس الشيوخ بمقترح قانون مماثل. الا انه ربما قد ترك هامشا يسمح للشركات بالمراوغة. فالنواب الامريكيون يطالبون باستراتيجية تترك مجالا للشركات لتطوير معاييرها الخاصة حتى لا تكون مثل ما قالت آبل محدودة الابتكار في هذا المجال.
يرى البعض ان رد فعل الشركة تجاه هذا القانون قد لا يكون باعتماد شاحن USB بقدرالتركيز على الشواحن اللاسلكية والغاء مدخل الشحن المعتاد اصلا.
خلاصة
بالطبع بما ان الشركات تنتج على حسب المساحات الجغرافية ستتأثر الاسواق الاخرى بهذه القوانين الجديدة، فهل انتم مؤيدون لتصنيع نموذج موحد من الشواحن يمكن للمستهلك استخدامه لشحن جميع اجهزته الذكية؟
