تسريح 11 ألف موظف من شركة ميتا فيسبوك

إن حملة الاستغناء او بالأحرى طرد و تسريح 11 ألف موظف من شركة ميتا (فيسبوك) أبرز ما يشغل رواد مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام .

 

أحد عشر ألف موظف فقد وظيفته بين عشية وضحاها لدى فيسبوك، ما يمثل ثلاثة عشر في المائة من القوة العاملة في شركة ميتافيرس الشركة الأم لفيسبوك ، فهي أول عملية تسريح عام أو جماعية للموظفين تشهدها الشركة منذ أن تأسست قبل ثمانية عشر عاما. ” مصدومون محبطون تائهون ” هكذا يعبر موظفو ميتا (فيسبوك) عن مشاعرهم على شبكات التواصل الاجتماعي. وأهمها منصة “لينكد إن LinkedIn” هذه المرة.

حيث نشر أحد المطرودين قائلا : كتابة هذا المنشور صعب للغاية اليوم تم تسريحي من قبل ميتا لم أكن أتخيل أبدا أن يحصل ذلك في مكان العمل الذي شعرت فيه بالامان وأخيرا أنتهي في المنزل بهذه الطريقة بعد الترقية واتخاذ خطوات لتنمية مسيرتي  المهنية داخل الشركة لم أفكر مطلقا في المغادرة “.

و يقول آخر : استيقظت للتو لأكتشف أنه تم الاستغناء عني عن طريق بريد الكتروني من دون تحذير وبعد ما تم إخباري مؤخرا من قبل قائد الفريق الذي عملت معه بأنني أحظى بأولوية و لن يتأثر منصب عملي.تسريح العمال على نطاق واسع من شركة عبر البريد الالكتروني أمر غاية في الأناقة …. أعتقد أن لدي متسعا من الوقت للكتابة الآن “.

الموظفين المهاجرين :

بعض الحالات معقدة أكثر من غيرها خصوصا بالنسبة للموظفين الذين هاجروا من من بلدان أخرى ليلتحقوا او ليحققوا حلمهم بالعمل في شركة ميتا (فيسبوك).

أحد الموظفين المهاجرين  قال: انتقلت الى كندا للانضمام الى ميتا وبعد يومين فقط من العمل انتهت رحلتي.حيث كنت جزءا من هذه الاقالة الجماعية للموظفين، أشارك المشاعر مع كل شخص يواجه وضعا صعبا الآن”. ليتساءل ما المستقبل ويطلب المساعدة في ايجاد وظيفة أخرى، و أكمل قائلا :”يرجى اعلامي اذا كنت تعرف اي منصب او فرصة عمل لمهندس برمجية”.

العديد من الموظفين الهنود خصوصا متأثرون بهذا القرار وخصوصا من هم في كندا لأنهم محتاجون إلى العثور على وظيفة في غضون 60 يوما لتجديد تأشيرة عملهم.

أما على “لينكد إن LinkedIn” فنشر المئات ما يسمى بالبادج بوست هي عادة ما تنشر على برامج الشركة الداخلية عند مغادرة اي موظف للشركة حتى يشكر زملائه الى آخره….، هذا المرة تم نشر هذا البادج بوست على “لينكد إنLinkedIn” لأن الموظفين وجدوا أنفسهم ممنوعين من الوصول الى مواقع وبرامج الشركة.

أغلب التعليقات على هذه المنشورات التي نشرها الموظفين المطرودين من عملهم كانت سلبية وتتسم بانتقاد مارك زوكربرغ.

ردت فعل مارك زوكربرغ:

مارك زوكربرغ تحمل المسؤلية، وتحمل مسؤلية عدم تقديره للوضع و فسر ذلك الى الإنكماش الإقتصادي الكلي الحالي وزيادة المنافسة، كذلك خسارة الإعلانات التي تسببت في انخفاض عائدات الشركة بشكل أكبر مما كان يتوقع، واعتذر للموظفين. لكن كل هذا متناقض لأن مارك زوكربرغ يراهن على عالم الميتافيرس. ولا أحد يفهم حتى الأن صراحة ما هو الشكل الذي يتصوره مارك زوكربرغ للعالم الجديد.فهو يثير الكثير من التساؤلات خصوصا حول احترام بيانات المستخدمين.

الصراع مع المنافسين:

إن عملية تسريح 11 ألف موظف من شركة ميتا (فيسبوك) جاءت بعد عمليات تسريح جماعية أخرى أيضا في شركات تكنولوجيا كبرى مثل تويتر و ميكروسوفت و شركات مملوكة لألين ماسك.كل هذه الأحداث المتسارعة جعلت  الخبراء والمحللون يعتقدون أن عالم التكنولوجيا ينهار، فبعد تويتر ومايكروسوفت جاء وقت شركة ميتا (فيسبوك) لتطرد الآف من الموظفين. إنها بداية عمليات تسريح على نطاق أوسع عبر سليكون ڤالي أو وادي السليكون Silicon valley هكذا يعتقد أيضا أو يتوقع المحللون الذين يتحدثون عن ركود كبير على الأبواب.

ياسمين انبرغ  محللة لدى انسيدار انتليجنس Insider Intelligence تقول: ولت ايام النمو الهائل لأعمال شركة ميتا (فيسبوك)، فهي الأن تواجه منافسة جادة لجذب انتباه المستخدمين. ومراهنات زوكربيرغ تفشل واحدة تلو الأخرى.

  1. أولها منصة الواقع الافتراضي للميتافيرس.
  2. و الثانية مقاطع الفيديو القصيرة او الريلز “Reels” عبر فيسبوك و المستوحاة مباشرة من منافسه “تيك توك” والتي لم تؤتي ثمارها ، فقد حاول تجربتها منذ الصيف الماضي ولم تتطور بالطريقة التي كان يتوقعها ، فقد قال مارك زوكربرغ في هاذا الشأن : “نعتقد أننا نكتسب حصة مهمة من السوق من أيدي منافسينا مثل تيك توك”.

فبعد مرور عام من إعادة تسمية فيسبوك إلى ميتا، لا يزال هذا المفهوم غامضا غير محدد المعالم، ولا يوجد دليل يذكر لإثبات اهتمام المستخدمين بهذا العالم الجديد الذي يروج له مارك زوكربيرغ. باستثناء الجيمرز أو لاعبي ألعاب الفيديو.

الإفلاس ليس واردا:

على الرغم من فقدانها للتسارع في النمو، الا أن الشبكة لم تخسر بعد مكانتها لأنها لا تزال تتربع على عرش شبكات التواصل الاجتماعي. فشركة ميتا (فيسبوك) لا تزال تحقق أرباحا خيالية، لأنها مازالت تحتفظ بما يقارب من ثلاثة مليارات مستخدم يوميا في جميع أنحاء العالم عام 2022.هي فقط تأثرت و لأول مرة كما تأثرت أغلب إن لم نقل جميع شركات العالم بالإقتصاد العالمي.