تاثير الارق على صحة الجسم
حسب الدكتور كونس وهو رئيس مختبر علاج اضطرابات النوم و الارق. يقول إن هناك ثلاثة أنواع من المرضى الذين يأتون إلى مختبر علاج اضطرابات النوم.

  1. مرضى يعانون من اضطراب حركي أثناء النوم. أي أنه أثناء نومه يرى كابوسا يقوم خلاله بحركات غير اعتيادية أثناء النوم كالضرب أو الصراخ.
  2.  والثاني هم من يعانون من مشكلات باضطراب بالنوم مزمنة ومن الانزعاج والإجهاد الجسدي دون معرفة السبب عند الاستيقاظ من النوم.
  3. اما النوع الثالث فهم الاشخاص الذين لا يستطيعون النوم بانتظام في الوقت المحدد لهم. خصوصا اولئك الذين يعملون في اوقات مختلفة من النهار أو اليل. ويضطرون للنهوض باكرا في الرابعة صباحا.

هؤلاء المرضى جميعهم عليهم الذهاب الى مختبر علاج اضطرابات النوم حسب الدكتور كونس.

دواء علاج اضطرابات النوم و الارق

الميلاتونين دواء يساعد الجسم للتمييز بين الليل والنهار ويتم استخدامه الان لعلاج اضطرابات النوم في مرحلة حركة العين السريعة. فالدكتور كونس يقول ان الميلاتونين كان له تأثير على النوم. وانا كنت اعرف ذلك. ولذلك لجأنا لاستخدامه. وتفاجأنا لأن السيدة زوجة المريض لم تخبرنا في اليوم الاول انها استطاعت النوم مجددا. بل اخبرتنا بعد عدة ايام، بعد ان هدأ زوجها ثم اختفت الاعراض بالكامل بعد عدة اسابيع.

هكذا كانت البداية وحينها لاحظنا انه ثمة شيئ ما. ومنذ ذلك الحين اصبح الميلاتونين علاجا لهذا النوع من الاضطراب.

طبعا هذا الاضطراب يختلف عن اضطرابات النوم العادية التي نعرفها. فالأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في النوم دائما ما يقولون بانهم لا يستطيعون النوم او احيانا انهم يستيقظون باكرا لكنهم لا يعانون من اعراض تغير في السلوك.

ما هي اسباب الارق و هذا الاضطراب والتي تجعله خطيرا؟

الى جانب هذه الظاهرة نعلم منذ وقت ليس ببعيد انها مرحلة بدائية لمجموعة امراض عصبية. منها مثلا الباركينسون وهذا امر لافت جدا. لان في جميع هذه الامراض يتم فقط ملاحظة وجود الاعراض السريرية. بعد ان يكون هذا المرض العصبي قد اصبح في مرحلة متقدمة نوعا ما في الدماغ.

اي انه تقتصر الحلول وو ابطاء العوارض هو الشيء الوحيد الذي باستطاعة المرء فعله. لكن الان الاعراض السريرية تظهر قبل الوصول الى مرحلة المرض العصبي. يعني هناك أمل الان فبإمكاننا ايقاف الاضطراب او حتى تخفيف سرعته. عندما نعلم ما سببه قبل ان تظهر الاعراض الاخرى كمرض الباركينسون مثلا، اذا هو تشخيص مبكر جدا.

الحبوب المنومة هي السبب في بعض المشاكل ويمكن ان تؤدي الى الادمان فهل يجب علينا تجنبها؟

ان تناول الحبوب المنومة في فترات متباعدة لا يشكل اي خطورة، ولكن تناولها لفترة طويلة يمكن ان يسبب مشكلة. مشكلتنا اساسا ان هناك اكثر من مائة مسبب مختلف للاضطرابات المرتبطة بالنوم. مقارنة مع حبوب منومة محدودة. وهذا يعني ان أغلبية الحبوب المنومة الموجودة اليوم ليست فعليا حبوبا منومة في الواقع. وإنما بالأحرى هي نوعا من التخدير للشخص حيث تضمن عدم بقاءه مستيقظا ولكن وظائف النوم غير محفزة. هذا يعني انها تجعل الدماغ مخدرا بحيث تجعل الشخص يعتقد انه ينام جيدا. ولكن طبعا هناك وظائف في الدماغ تكون في حالة لا عمل.

كثير من الناس بحاجة الى هذه الراحة. مثلا لا ينامون بقدر كاف او بشكل جيد على مدى فترة طويلة. فهم يشعرون بالتوتر باستمرار ويجدون صعوبة في تأدية نشاطاتهم اليومية. هؤلاء الناس يسعدون عندما يجدون راحة في النوم حتى لو كان ذلك على حساب بعض نوم جيد. وربما لا يستطيع ان يحميهم ذلك من مرض السكري او حتى أن يعزز النظام المناعي في الجسد. ولكن هذه الراحة تعتبر مهمة للجهاز العصبي وهذا امر جيد وايجابي. وتبقى الحبوب المنومة جيدة بالنسبة للعلاج على المدى القصير.

ماذا عن علاج الارق على طويل الامد؟

اذا كان المريض يعاني من ارق مزمن يجب عليه مراجعة طبيب مختص على دراية بالأمر وينصح في احسن الاحوال بالذهاب الى مختبرات النوم، لكن هي ليست متوفرة في كل مكان. فمن الافضل زيارة طبيب متخصص في الاضطرابات النفسية والعصبية او على الاقل علم الاعصاب لأنه يعرف ايضا اساليب العلاج المختلفة والادوية التي يمكن الاستفادة منها. هناك خطوات بطيئة في اتجاه علاجات محددة لهذه الاضطرابات ولكنها مجرد بداية.

هناك بعض العلاجات التي تعتمد على الدواء والبعض الاخر يهتم أكثر بالمستوى السلوكي. وفي بعض الأوقات يتوجب شرح وظائف النوم للمريض فقط، حتى يتمكن المريض من القيام بخطوات من تلقاء نفسه.