إيفون iPhone تكلفة قليلة والثمن باهظ

إيفون iPhone ، تكلفة قليلة والثمن باهظ. تكلفة إنتاجه لا تتجاوز نصف سعره. نحو أربعمائة دولار فقط معدل تكلفة صناعة الآيفون الأمريكي الذي يجمع في الصين.

بمكونات أغلبها من كوريا الجنوبية واليابان. والمحصلة أرباح طائلة ومبيعات هائلة، في الربع الأولى من عام ألفين واثنين وعشرين ووسط معاناة الشركات من نقص في الرقائق الإلكترونية. سجلت أبل Apple إجمالي إيرادات سبعة وتسعين مليار دولار. خمسون مليار دولار منها من مبيعات سلسلة  إيفون iPhone ثلاثة عشر. وبلغت الأرباح خمسة وعشرين مليار دولار من مبيعات ثلاثة أشهر فقط.

حيث قالت شركة أبل Apple ” سجلنا مبيعات وأرباحا فصلية غير مسبوقة خلال الربع الأول من عام ألفين واثنين وعشرين فاقت تقديرات بورصة وول ستريت، تعاملنا مع نقص في الرقائق وزاد إقبال المستهلكين على شراء هواتف إيفون جديدة “.

خبراء يابانيون قدروا تكلفة المواد المصنع منها هاتف إيفون iPhone بالتفصيل:

  • كوريا الجنوبية تساهم بنحو سبعة وعشرين بالمئة (27%) من تكلفة مواد التصنيع في كل أجزاء هاتف إيفون iPhone.
  • تليها الولايات المتحدة بنسبة اثنين وعشرين بالمائة (22%).
  • واليابان بنسبة أربعة عشر بالمئة (24%).

حيث أن شاشة إيفون iPhone تصنعها شركة سامسونج بكلفة سبعين دولارا فقط. فيما يبلغ سعر المعالج نحو تسعين دولارا. ا بينما تقترب مستشعرات الكاميرا التي تصنعها سوني اليابانية من ثمانية دولارات فقط لكل جهاز.

أما تكلفة ذاكرة الوصول العشوائي فتصل إلى نحو ثلاثة عشر دولارا. ومع مكونات أخرى يصل سعر التكلفة إلى متوسط أربعمئة دولار.

ليباع إيفون iPhone لاحقا بما يزيد على الألف دولار.

في عام 2007 تم تقديم أول نسخة من هاتف إيفون iPhone ، قدمه الراحل ستيف جوبز للعالم. لتتوسع شركة أبل Apple في مبيعاتها. كان الرهان على هذا الجهاز فقط في نجاح الشركة بأكملها. خبراء رجحوا أن أبل Apple  تسعر أجهزتها بما يضمن لها استهداف فئات معينة من المستهلكين، لتحقيق أكبر هامش ربح على الرغم من عدم كونها الأكثر مبيعا.

فبالنظر إلى تكلفة الإنتاج وإرادة المبيعات. وجد أن الأرباح تفوق ضعف حجم الإنفاق. لكن أبل Apple اعترضت على هذا النوع من التقارير التي وصفتها بغير الدقيقة. حيث قال تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة أبل Apple ” من أوجه القصور في تلك التقارير تجاهل بعض الأمور بخلاف المكونات المادية للجهاز وهي تكلفة البحث والتطوير وتكلفة الدعاية والشحن، فضلا عن رسوم الضرائب وأمور أخرى”.

تقارير كشفت أن عملاق التكنولوجيا الأمريكي، في طريقه لتحقيق أرباح تصل إلى تريليون دولار سنويا بحلول عام 2030. لتصبح أول شركة في العالم تحقق مثل هذه الأرباح القياسية.

في عام 2016 أصدرت شركة أبل Apple منتجها إيفون iPhone 7 بسعر 649 دولارا. وبعد ثلاث سنوات فقط زادت تكلفته بنسبة 54 %. وحينما أصدرت أبل Apple الطراز الجديد ارتفع السعر بنسبة 60 %.

هل يمكنكم تخيل الربح الذي حققته أبل Apple مقابل منتجاتها حتى أصبحت أول شركة أمريكية تتجاوز قيمتها الترليون دولار.

لقد أصبحت القيمة التسويقية لشركة أبل Apple أعلى من إجمالي الناتج المحلي لسويسرا.

ما الذي يجعل منتجاتها باهظة الثمن

إيفون iPhone تكلفة قليلة والثمن باهظ

 

لقد تمكنت أبل Apple على مر السنوات في بناء سمعة طيبة، بسبب الجودة والتصميم الرائع لمنتجاتهم. تلك السمعة جعلت لها الأفضلية لدى ملايين العملاء الذين لا يفكرون حتى مجرد التفكير في استبدال منتجات أبل Apple بمنتجات غيرها من الشركات المنافسة. مهما بلغت كفاءتها وجودتها. هؤلاء العملاء يضعفون أمام العلامة التجارية أبل Apple ولا يستطيعون التخلص أو الخروج أو التخلي عن الثقة التي أكسبتهم إياها تلك العلامة التجارية. مهما بلغت تكلفة المنتج. وهذا هو العامل الذي تلعب عليه أبل Apple في تحديد قيمة منتجاتها.

الخبراء في شركة أبل Apple  يعملون على مدى الثقة التي تحظا بها منتجاتهم من قبل العملاء. لهذا فهم يبالغون في أسعار تلك المنتجات دون أدنى قلق. ثقة منهم في أن هؤلاء العملاء يقومون بشرائها مهما بلغت تكلفتها. وبهذا فإن أبل Apple تحقق أرباحا كثيرة. حيث إن التكلفة الفعلية لمنتجاتهم أقل بكثير من القيمة التي تباع بها. ولكن العلامة التجارية على المنتج كافية لإضافة هذا القدر الكبير من الربح.

هذه الزيادة في السعر يتحملها العميل مقابل ما يسمى ضريبة العلامة التجارية. فإن عملاء أبل Apple لا يبدلون ولاءهم لها، مهما كانت المغريات. فالعلامة التجارية لها مفعول السحر على هؤلاء العملاء.

كل هذا ربما يكون له منطقه. ولكن هل تعلمون أن أبل Apple تطرح ايضا معظم منتجاتها بشكل منقوص حتى تجبر عملائها على شراء ما ينقصهم بتكلفة إضافية  تدرعليها أرباحا لا طائل لها.

فمثلا إذا ما قام عميل بشراء جهاز ماك بوك برو مقاس 13 بوصة، بسعة تخزين 512 جيجابايت. فعليه أن يدفع 400 دولار إضافية. للحصول على كماليات الجهاز. فلوحة المفاتيح يصل ثمنها 129 دولارا. والماوس يصل تكلفته 79 دولارا، هذا بالإضافة إلى الكابلات وسماعات الرأس وقارئ بطاقة إس دي ويوم إس بي. والذي قد تصل تكلفة الواحد منها حوالي 39 دولارا.

هل تتخيلون مقدار الربح إذا ما قورنت بغيرها من الشركات المنافسة. أبل Apple تخدم عملاء يحبونها حقا ويخلصون لها تمام الإخلاص. والحقيقة أنها تصنع ايضا أجهزة أنيقة ومتميزة وسهلة الاستخدام. تجعل عملاءها لا يفكرون قط في الابتعاد عنها مهما كانت التكلفة.

أيضا أن كسب ولاء العملاء ليس أمرا سهلا نهائيا. ولا بد من الاعتراف بانها نجحت في هذا الامر نجاحا منقطع النظير. ولكن لابد ايضا من الاعتراف بان هذه الاستراتيجية قد لا تعمل الى الابد. فإيرادات أبل Apple في الهند مثلا مثيرة للشفقة لدرجة ان حصصها في السوق انخفضت الى ما يقل عن 2 %. والسبب في ذلك ان اسعار منتجاتها لا يستطيع تحملها السوق الهندي.

ولكن دعونا نفكر قليلا في امر اخر. وهو هل يمكن ان نطلق على العلامة التجارية أبل Apple ما نطلقه على غيرها من العلامات التجارية الفاخرة مثل رولكس؟

بالطبع لا. فمهما بلغت جودة أبل Apple فهي سلع غير معمرة. فلا يمكن تخيل ان شخص ما سيقوم باستعمال هاتفه المحمول الذي كلفه الكثيرطوال عمره. مهما كانت جودته. على عكس ساعة من طراز رولكس فيمكنه استعمالها طوال عمره والاحتفاظ بها مدى الحياة. بل ويمكن ان يموت وهي تبقى كميراث لأولاده واحفاده من بعده.

في النهاية لا احد يستطيع أنكار ان سمعة أبل Apple التجارية قوية وناجحة. وان لها وزنا لدى عملائها. وههم على استعداد لتحمل تكلفة شراء اي منتج لمجرد وجود العلامة التجارية عليه.

وهذا هو سر نجاح أبل Apple ومنه تحقق كل هذه الارباح الباهظة.