مع بداية موسم الربيع وأزهار أشجار اللوز والزيتون تبدأ معاناة الكثير من حساسية الربيع. حيث يتهافت الناس على زيارة عيادات الأنف والأذن والحنجرة طلبا للعلاج. وينصح الأطباء بالبقاء في المنزل في الفترات الأكثر انتشارا لحبوب اللقاح وخاصة في الفترة الصباحية.بالإضافة إلى إبقاء النوافذ والأبواب مغلقة. وذلك لتجنب الاصابة بحساسية الربيع.

الربيع. ثغر الفصول الباسم. فصل الخضرة وتفتح النباتات وازدهار الاشجار. الذي يعتبره كثيرا مدعاة للقلق وبداية حرب يعيشونها مع حساسية الربيع.

كيف نعالج حساسية حبوب اللقاح

تعتبر حساسية الربيع رد فعل مقاوم من جهاز المناعة الذي يحارب دخول المواد الغريبة مثلا الاتربة وحبوب اللقاح عن طريق التنفس. والتي بدورها تحفز الجهاز المناعي على افراز مادة الهستامين في الجسم.

تتمثل الحساسية بعدة اعراض تبدأ بالرغبة في العطس ويرافقها تحسس العين وظهور الهالات السوداء. ويعتبر السعال المتكرر من هذه الاعراض ايضا بالإضافة الى حساسية الانف وافرازاته يصحبها تهيج البلعوم واحتقان الحلق. وفي بعض الاحيان تهيج الجلد والرغبة في الحكة. وفي حالات نادرة جدا يحدث ضيقا في التنفس.

الحساسية الموسمية تبدأ بالتزامن مع بداية شهر نيسان عادة. حين يتكون الطلع على الاشجار وتزهر اللوزيات والزيتون ما يتسبب بالحساسية لعشرين الى ثلاثين في المائة من سكان العالم. وتبدأ معاناة اعراض حساسية الربيع بالظهور.

هناك مرضى كثير يعانون من الحساسيات، لكن لوحظ مؤخرا ان الكثير من الكبار وحتى المتقدمون في العمر والذين لم يسبق لهم ان عانوا من الآم فجأة اصابتهم المعاناة من حساسية حبوب اللقاح
نلمس زيادة الحالات في القطاعات المختلفة.

فمختصو الحساسية يلاحظون زيادة حالات حساسية حبوب اللقاح. كما انه يمكن لطبيب الأنف والأذن والحنجرة ان يشاهد ذلك في عيادته. حتى ان مختص الرئة يلمس الزيادة في ربو الحساسية. وكذلك طبيب الجلد يكتشف انتشار التهاب الجلد العصبي.وعلى الرغم من وجود الاعراض الثلاثة منذ بداية تشكلها ولكنها تنتشر بشكل متأخر.

كيف يمكن علاج ذلك.

يكمن علاج الحساسية الاول في الابتعاد عن مسبباتها مثل الغبار والاشجار. والتزام المنزل واغلاق النوافذ. وهنالك البخاخات الموضعية وحبوب الحساسية المضادة للهستامين التي فضلها الاخصائيون على ابر الكورتيزون التي بدورها تهدئ المريض لستة اسابيع. لكن اعراضها الجانبية تؤذي الجسم على المدى البعيد.

كما يمكن علاج الاعراض الاولية في عيادة طبيب الجلد. حيث نجد تحسنا كبيرا لدى المصابين في السنوات القليلة الماضية من قطرة العينين وبخاخ الانف والتي تحسنت بشكل كبير في علاج الاعراض والكثير منها فعال وحتى لو ان بعض المرضى يدعون انها لم تساعدهم فيمكن اخذ جرعة جديدة. لان المواد تحسنت بشكل كبير وكذلك تحسنت اشكال الدواء.

حبوب الحساسية لا تسبب الاجهاد.

حبوب الحساسية ايضا اشتهر عنها بانها تؤدي الى الشعور بالتعب. ولكن الامر مختلف تماما في الادوية الجديدة خاصة من الجيل الثالث. والتي لا تؤدي الى التعب. ذلك لأنها تضم انواعا مختلفة ويمكن تقديم الحل الامثل لكل مريض. ولكن يخشى من الادوية القديمة لأنها تحد من عملية التفاعل دون ان يشعر الشخص. مثل ما يقوم مثلا بكبس الفرامل بتأخير نصف ثانية ما قد يؤدي للحادث.

هناك الان فرصة لعلاج اعراض الحساسية وكذلك الحساسية نفسها، من خلال علاج الخلل المناعي بحيث يعتاد جهاز المناعة على الحساسية. هذا هو الاستخدام الان ويمكن القول بأنه يكون هناك تمرين لجهاز المناعة ليتعامل مع هذه المواد والحد من فعل المناعة المفرطة ضد الحساسية.

المرضى المعنيون بعلاج الخلل المناعي.

يجب قبل ذلك الفحص بشكل جيد. ولذا لا بد من تحديد العلاج للحساسية الموجودة. وفي حال اعطاء العلاج السليم. كمثال حساسية الشجرة البتولا فانه يتم علاجها بشكل جيد ولفترة زمنية طويلة وهذا سيعطي فرصة جيدة للعلاج ولكن لا ينصح بهذه الطريقة لعلاج الجهاز المناعي بشكل عام.

مثلا في مختبر تجارب الحساسية مثل اختبار الوخز، يتم حقن المادة في جلد المصاب كأن تعطيه لقاح حساسية البتولا او لقاح حساسية القطط مثلا. وذلك لمعرفة ردة الفعل في جهاز المناعة. وهذا ما يمكن من قراءته على الجلد. المادة التي يتم حقنها مخففة بشكل كبير ما يعني انها لن تؤثر على المريض ابدا. فلا يحدث للمريض اي شيء ولكن يجب معرفة انه يتم حقن مادة اختبار. يمكن ان تتسبب في الاصابة بالربو. فيجب اخذ ذلك بعين الاعتبار. لهذا يتعين اجراء الاختبار تحت شروط امان مشددة.

عندما تكون نتيجة الاختبار ايجابية يمكن مشاهدة المنطقة التي تفاعلت مع المادة او عندما ينخدش الجلد او تتشكل البقع. وهنا يستنتج بان جهاز المناعة تفاعل معها. اي ان اليد قد تصبح كلها حمراء ومع ذلك لا يشعر المريض بالألم او يعاني من الحساسية وهنا يكون المريض محقا وليس الاختبار.

ولكن التشخيص يعتمد على الاستشارة بحيث يتم طرح اسئلة كثيرة لمعرفة الحالات الحرجة وحالات التحسن. وجمع ذلك مع نتائج الاختبار مع استكمالها بإجراء فحوص مخبرية وفحوصات اخرى. كل هذا يشكل نتيجة التشخيص. فليس من السهل القول انني سأخذ عينة من الدم واصل الى نتيجة بمعرفة نوع الحساسية فالأمر معقد.

اذا اردت تجنب الاصابة بالحساسية او عندما اريد منع اصابة ابني بالحساسية رغم انني اعاني منها. هل هناك فرصة لتربية الطفل بطريقة تجنبه الاصابة بالحساسية؟
لوحظ ان الاخوة لديهم مناعة ونرى ان ارضاع الطفل له تأثير ايجابي وارضاعه من اربعة الى ستة اشهر على الاقل مهم جدا. وتربية الحيوانات مهمة. اضافة الى السكن بعيدا عن الشارع المزدحم.

اذا هذا يعتبر عمل من اجل التحري بامتياز لمعرفة الاسباب. نعم وهذا يجعل العمل في مجال الحساسية مشوقا لإجراء هذه البحوث لمعرفة الحقيقة.