على كوكبنا في كل مكان يوجد الماء. وهو ناتج من اتحاد ذرة أكسجين مع ذرتي هيدروجين. ومعظم كميات الماء موجودة في البحار. ولكن على اليابسة أيضا. فالماء موجود في الأنهار والجداول. ولكن حتى في البشر تختبئ آلاف اللترات من الماء.
لا يبدو هذا عليهم من الخارج، لكن الإنسان يتكون من حوالي خمسة وستين في المائة من الماء. ترتفع هذه النسبة لدى الصغار إلى قرابة ثمانين في المائة. وتنقص مع تقدم السن. ولكن حتى كبار السن يتكون نصف أجسامهم من الماء.
يحمل الإنسان معه حوالي خمسة وأربعين لترا من الماء. السبب هو أن:
- الماء يعطي الجسم قوامه.
- الماء يدعم الخلايا كخلايا الدم الحمراء ومن دونه ستبدو ذابلة ومجعدة.
- العضلات أيضا ستنكمش بنسبة سبعين في المئة.
ودون ماء لن يبقى الكثير من الدماغ. فهو بدوره يتكون من الماء بنسبة تصل إلى سبعين في المئة.
كيف سيبدو الناس من دون الماء
أمر يصعب تصوره. الماء له وظائف عديدة أخرى في الجسم. فهو أيضا وسيلة نقل داخل الجسم، هناك قنوات تمتد عبر الجسم من الأعلى إلى الأسفل. يتدفق فيها الدم الذي يتكون من الماء بنسبة تصل إلى ثمانين في المئة. هكذا يستطيع الجسم إنتاج المواد المغذية. وكذلك خلايا المناعة أو خلايا الدم الحمراء، فهي تنقل الأكسجين المهم للحياة إلى جميع أنحاء الجسم.
كما أن الماء ينظف ويزيل المواد الضارة كاليوريا. في الكلى العضوي الذي يرشح الفضلات يجرف الماء هذه المواد إلى الخارج. يتجمع لدينا حوالي لتر ونصف من الماء مع الفضلات في كل يوم على شكل بول. يطرح الإنسان هذا السائل إلى الخارج عن طريق المثانة.
لهذا السبب من المهم التزود بالماء باستمرار. شرب الماء عدة مرات في اليوم أمر طبيعي للبشر. هم يحتاجون إلى الماء أيضا كمادة مذيبة وشريك تفاعل في أجسامهم.
المواد المهمة للحياة كالملح يستطيع الجسم معالجتها فقط بواسطة المياه. فهو يستطيع إذابة مواد كثيرة من الطعام على سبيل المثال.
في جميع أنحاء الجسم يدخل الماء في تكوين مواد أخرى. ومثل هذه التفاعلات الكثيرة تجري باستمرار. استقلاب المواد في الجسم يجري بالكامل فقط في وجود الماء. وللماء ووظيفة أخرى مهمة. لا سيما في فصل الصيف. فهو يعمل كمادة مبردة. عندما يشعر الإنسان بالحرارة ويخرج الماء من غدد في داخل الجلد إلى سطح الجلد. وعندما يتبخر الماء هناك يستهلك بذلك طاقة كبيرة. وهذا يبرد الجسم. هكذا يساعد الماء في إبقاء درجة حرارة الجسم ثابتة.
الحياة من دون الماء مستحيلة بالنسبة للبشر. وكذلك لجميع و مختلف الكائنات الحية الأخرى التي تعيش على هذا الكوكب.
كم يحتاج الجسم من لتر في اليوم
أكدت العديد من الدراسات المختلفة مدى أهمية شرب الماء على مدار اليوم بانتظام . لتخفيف الوزن و ترطيب الجسم و طبعا الوقاية من الأمراض. ووفقا للعديد من الخبراء فإن شرب الماء بإمكانه أن يحسن الذاكرة وزيادة الطاقة و يساعد على امتصاص العناصر الغذائية . ولهذا فمن الضروري معرفة الكمية التي يحتاجها الجسم من الماء يوميا، حتى نضمن الحصول على هذه الفوائد.
يختلف الباحثون والأطباء حول كمية الماء التي يحتاجها الإنسان منذ مدة طويلة. وقد تختلف هذه الكمية بعض شيء بحسب بعض العوامل مثل عمر الإنسان ووزنه والنظام الغذائي ومعدل نشاطه. و أيضا يلعب المناخ دورا هاما في تحديد كميات الماء التي يحتاجها جسم الإنسان. كذلك الأنشطة التي يقوم بها الشخص تؤثر كما هو معلوم على مدى استهلاكه الماء.
فالجاري في الماراثون يعني استهلاكا اعلى للماء. بخلاف ان تكون متكئا تقرأ كتابا. فما هي الكمية التي يحتاجها جسم الانسان من الماء؟
تشير الابحاث التي اجرتها هيئة سلامة الغذاء الاوروبية، الى ان الاستهلاك اليومي الكافي من الماء يبلغ نحو لترين للنساء ولترين ونصف للرجال.
هل شرب الكثير من الماء يضرك
اما شرب كمية كبيرة من الماء يمكن ان يكون له اثار سلبية. خاصة في اولئك الذين يعانون من امراض مثل الفشل الكلوي او القلب. حيث إن الجسم في هذه الظروف غير قادر على التخلص من الماء الزائد. والذي يمكن ان يسبب التهابات وارتفاع ضغط الدم واختلال المعادن في الدم والحمل الزائد على الكلى.
بالإضافة الى ذلك، يجب على الاشخاص الذين يقل وزنهم الوزن المثالي بالنسبة لسنهم وطولهم الا يشربوا اكثر من لتر ونصف من الماء يوميا. لان دماءهم يمكن ان تكون مخففة للغاية. حيث يكون تركيز الصوديوم منخفضا. مما ينتج عنه ارتعاش وتشوش ذهني.
لماذا يجب ان تشرب الماء كل يوم
الماء ضروري للتحكم في درجة حرارة الجسم والدورة الدموية وتكوين البول المسؤول عن التخلص من الفضلات في الجسم. فعلى الرغم من احتواء الشربات والفواكه على الماء فمن المهم جدا شرب الماء بشكله الطبيعي. حيث يفقد الجسم الماء عند التنفس وعن طريق الجلد والبول. بالإضافة الى ذلك فالماء يطرد الفضلات و السموم الضارة من الجسم و التي كان من الممكن جدا الاحتفاظ بها. ما يعني ان كلما كانت مستويات الترطيب أعلى فهاذا يعني ازالة السموم بشكل جيد. وهذا ما يؤدي في حد ذاته الى حياة اطول و اكثر صحة.
أي أن التعايش مع اعراض الجفاف فلن يكون له إلا اثار سلبية على صحة الفرد. حتى و إن كانوا يعيشون نمط معيشي صحي.
واكدت دراسات متعددة ان هناك ارتباطا بين مستويات الترطيب المثلى والزيادة في العمر الافتراضي. ما يعني ان شرب الكمية الصحيحة من الماء كل يوم هي احدى الطرق التي يمكن للفرد من خلالها زيادة طول عمره بالإضافة الى صحته العامة.